تعهد البنك الدولي بتخصيص حصة قدرها %28 من موازنته المالية لعام 2016 للمشاريع التي من شأنها لجم تغيير المناخ العالمي، ذلك وفقا لبيان صدر مؤخرا عن البنك الذي يعد أكبر ممول للدول النامية. و سيأخذ البنك من الآن فصاعدا التغيير المناخي كعامل أساسي في تحديد المشاريع التي يتبنى تمويلها، حتى تلك التي تعنى بالتعليم و الصحة. و في هذا الصدد، علق مدير شؤون تغيير المناخ بالبنك جون روم قائلا: هذا تغيير جذري في كيفية تعامل البنك مع مشاريعه. شؤون تغيير المناخ أصبحت أساسا في أروقة المؤسسة. و تأتي هذه المبادرة من البنك في ظل تقديرات عن الكوارث البيئية المتوقعة و التي قد تسبب بالدفع بأكثر من 100 مليون شخص إلى الفقر من جراء نقص الأغذية و الجفاف
و كانت قد اتفقت الدول المتقدمة على تمويل قريناتها النامية بملغ قدره 100 مليار دولار في السنة بحلول العام 2020 خلال مؤتمر باريس الأخير في ديسمبر من العام الماضي. و ذكر موقع اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي أنه بإمكان هذا التمويل أن يكون من مصادر خاصة أو عامة – ثنائية كانت أم متعددة الأطراف
و من جهة أخرى، قال مدير البنك الدولي جيم يونغ كيم: يجب أن نتخذ خطوات جريئة للحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة عقب قرارات مؤتمر باريس الأخير. و يجب علينا أيضا التحرك بسرعة لمساعدة الدول بالقيام بتحولات من شأنها زيادة الطاقة البديلة و تقليل مصادر الطاقة ذات الكربون المرتفع، بالإضافة إلى تنمية أنظمة مواصلات صديقة للبيئة و بناء مدن حيوية و مُستدامة و قادرة على استيعاب النمو السكاني
و قرر البنك الدولي صرف مبلغ 16 مليار دولار سنويا و فورا لملف من مشاريع الحد من تغيير المناخ، و من ضمنها الآتي: مشاريع الطاقة المستدامة لإمداد 150 مليون منزل، مشاريع تفعيل أنظمة إنذار مبكر للكوارث البيئية كالأعاصير و الفياضانات ل100 مليون شخص، مشاريع أنظمة الزراعة الذكية التي من شأنها تقليل استهلاك المياه و الطاقة و المحافظة على خصوبة التربة، و أخيرا مشاريع تنمية بنى تحتية صديقة للبيئة للمواصلات و الحياة المدنية. و تطمح تلك المشاريع باستقدام مبلغ 13 مليار دولار كتمويل من القطاع الخاص بحلول العام 2020
و في هذه الأثناء، لا يزال أكثر من مليار شخص في العالم يعيشون في ظل دمار و عدم مساواة في العديد من الدول النامية. و يهدف البنك الدولي للدفع بالمساعدات العالمية و الدولية في اتجاه العمل على إنهاء شبه تام لحالة الفقر و إرساء المساواة على الأرض. و هاهو الآن يبدأ معركته ضد التغيير في المناخ العالمي
Facebook Comments