سياسات الطاقة: تطور في الصين، تخلف في الولايات المتحدة

china-completed-the-worlds-biggest-floating-solar-energy-farm

في برنامجه على شبكة سي ان ان الاخبارية، تسائل فريد زكريا عن الأسباب التي دفعت بالصين إلى مصاف الدول الأولى في السياسات التقدمية للطاقة و التي تناسب القرن الواحد و العشرين، بينما تتقهقر الولايات المتحدة قرنين من الزمن في هذا المجال. من مظاهر تلك السياسات في الصين، يُنوه زكريا، تقدم البلاد في ابتكارات الطاقة المتجددة، خصوصا تلك المتعلقة بمشاريع طاقة الشمس و الرياح. و يذكر أيضا خططها المستقبلية بشأن السيارات الكهربائية، إذ تعتزم الصين إدراك حالة التلوث الجوي الخطير التي تعانيه باستبدال السيارات التقليدية بتلك التي تعمل على الكهرباء على شوارعها

و على النقيض، تعتزم الإدارة الحالية في للولايات المتحدة زيادة إنتاج  و استهلاك الطاقة من الوقود الأحفوري، بما فيها إعادة تأهيل مناجم الفحم التي عفى عليها الزمن. بذلك  تكون سياسة الطاقة في الولايات المتحدة قد تخلفت 150 عاما على أقل تقدير

أما عن أسباب إتخاذ الصين لسياسة تقدمية للطاقة فيكمن في المبالغة في تحرير اقتصادها و فتحه على مصراعيه، مما سمح للمستهلك في الصين اقتناء سيارات أدت إلى تلوث خانق في المناطق السكنية الضخمة، بالإضافة طبعا لعوادم المصانع التي ما فتأت تتقيئ سمومها في الغلاف الجوي. و جدير بالذكر أن التلوث الجوي في الصين يتسبب بوفاة أكثر من 1.6 مليون نسمة سنويا

و دفعت تلك الكارثة البيئية -بكل المقاييس- الحكومة الصينية إلى تخصيص موارد أكبر لمكافحة التلوث عن طريق إنتاج طاقة نظيفة و متجددة، بالإضافة إلى صناعة سيارات و مركبات كهربائية للنقل العام. و تهدف الخطة الخمسية للكهرباء في الصين إلى إنتاج من 35 إلى 39 بالمئة من مجمل طاقتها الكهربائية من مصادر غير أخفورية تقليدية كالنفط و الغاز. و كما ترون في الصورة أعلاه، النتيجة هي انتشار مزارع الطاقة الشمسية في الصين، بما في ذلك جُزر الطاقة – أو المزارع الشمسية التي تطفوا على سطح الماء

و جدير بالذكر أيضا أن الصين كانت من أشد الداعمين لاتفاقية باريس للمناخ؛ تلك التي لم تقرر الولايات المتحدة الانسحاب منها فحسب، بل و قررت أيضا إدراج المزيد من الفحم في سلة مصادرها للطاقة – ضاربة بذلك أهداف و قرارات الاتفاقية عرض المنجم

Strip_coal_mining

و يبقى السؤال المتعلق بالشرق الأوسط – و هو الغني بكلا الموردين المتجدد و الفاني من أشعة شمسية و وقود أحفوري، على التوالي: أي النهجين ستتخذ بلدانه لسياساتها المتعلقة بالطاقة؟

 

Facebook Comments
Basel Ismaiel
Author: Basel Ismaiel

Raised in Abu Dhabi, and made a living in Calgary. The lowest common denominator? Oil. Nothing against compressed corpses of the clade Dinosauria, per se, but Basel guesses that the industry might have accelerated the predictably grim Anthropocene. He consults in sustainability out of Ottawa, Canada. Basel runs marathons & hikes mountains. He plays football too. Talk to Basel at [email protected]

Comments

comments

Get featured on Green Prophet Send us tips and news:[email protected]