دليل غرينبيس الشامل لاستدامة الإليكترونيات

china-boy-art-e-waste

أي من شركات الإيكترونيات المشهورة -كآبل و سامسونج- أكثر إلتزاما بمعايير الاستدامة في صناعة منتوجاتها؟

منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) كانت قد أعدت تقريرا شاملا عن الشركات العالمية للإلكترونيات للإجابة على هذا السؤال، و قيّمت فيه العوامل الأساسية لقياس الاستدامة في التصنيع – كاستهلاك الطاقة و استخدام الكيماويات و الموارد

يمكنكم تحميل التقرير هنا

و بينما يزداد التلوث اضطرادا في الطبيعة عموما، فالمخلفات الإليكترونية هي أيضا تجد طريقها إلى البيئة في حال حُرقت أو دُفنت أو أُلقيت في المياه – مُخلفة بذلك كل ما تحتويه من معادن و مركبات و مواد كيميائية. و لعل التقرير يكون دافعا لاختيارات اكثر وعيا في حال أردتم اقتناء هاتف جديد

هذا أبرز ما خلُص إليه التقرير

انعدام الشفافية في سلاسل التوريد: على الرغم من كونه العامل الرئيس في التأثير السلبي على البيئة، يتم إخفاء الأداء البيئي للمُوردين من قبل معظم شركات الإليكترونيات. فقط 6 من أصل 17 -عدد الشركات المدروسة في التقرير- تنشر معلومات عن مورديها الأساسيين، بينما فقط شركتي فيرفون و ديل تنشر تفاصيل الخدمات و المُنتجات المُقدمة لها من كل مورد تتعامل معه. أما شركة هواوي فهي الوحيدة من بين أكبر ثلاث شركات في سوق الهواتف الذكية العالمي التي لا تنشر أي شيئ على الإطلاق عن الانبعاثات الدفيئة لمُورديها

ارتفاع الطلب على طاقة المحروقات من قبل سلاسل التوريد: تصل نسبة الأثر الكربوني للأجهزة الإليكترونية إلى 80% تقريبا من مجموعها خلال مرحلة تصنيع الجهاز، و تتوزع باقي النسب حتى انتهاء مدة صلاحيته العملية. و بالرغم من التقدم الملحوظ الذي حققته الشركات في الانتقال إلى مصادر طاقة متجددة لتشغيل مكاتبها و مراكز بياناتها، فلا يزال الاعتماد على المحروقات في ازدياد من قبل الموردين لتلك الشركات. و تعتبر شركة آبل الوحيدة التي نجحت في تحقيق نسبة 100% من الطاقة البديلة في جميع سلاسلها التوريدية، بينما بلغ مجموع الغازات الدفيئة الصادرة من الـ 17 شركة و موريدها معا أكثر من 103 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله في 2016، أي بحجم ما تبعثه دولة بحجم تشيكوسلوفاكيا في سنة كاملة

سامسونج تتخلف في التحول للطاقة المتجددة: بالرغم من أنها أكبر مصنع للإليكترونيات في العالم و مُصدّر لمُكونات التصنيع لشركات أخرى، فسامسونج استهلكت 16,000 جيجاواط ساعي في 2016،  فقط 1% منها جاء من مصادر متجددة. بذلك تكون الشركة أحد أكبر العوامل المُثبطة للاستدامة في صناعة الإليكترونيات في العالم

الهواتف الذكية صينية الصنع تزيد حصتها في السوق العالمية و لكنها تتراجع في على مستوى الاستدامة: بلغ نصيب الشركات الصينية الكبرى مجتمعة، وهي هواويه و أوبو و شياومي، ربع الحصة السوقية العالمية في الربع الثاني من 2017، و لكن أداءهم كان أقل من العادي في عوامل الاستدامة – خصوصا في الشفافية و الطاقة المتجددة. و هواويه تحديدا، و هي الآن من أكبر ثلاث شركات للهواتف الذكية عالميا، لديها المتسع الكافي لتحسين أدائها على صعيد الريادة البيئية

أمازون ما زالت من أقل الشركات شفافية: ما زالت شركة أمازون ترفض نشر أي معلومات عن أثر الانبعاثات الدفيئة من عملياتها، مما يجعلها من أقل شركات العالم شفافية في الأداء البيئي. و بالرغم من أنها مستعدة للكشف عن آخر صفقات الطاقة البديلة التي قامت بها، إلا أنها ترفض نشر تفاصيل المصادر التي تُوردها بمواد مُدارة، أو تفاصيل أي قيود تفرضها على المواد الكيميائية الخطرة التي تُستخدم في صناعة أجهزتها، و ذلك عكس ما تقوم به الشركات الكبرى الأخرى

التقادم المخطط له كخاصية في التصميم: عمدت الكثير من الشركات إلى تصميم أجهزتها بحيث يصعب صيانتها أو تحديثها كحيلة لتسريع دورة استبدال الجهاز. و كانت كل من آبل و سامسونغ و مايكروسفت من ضمن أولئك الذين يسيرون في الإتجاه الخطئ في مجال تصميم المنتج، أما إتش بي و ديل و فيرفون فكانوا ممن قاموا بخطوات إلى الأمام في صناعة منتجات قابلة للتصليح و الترقية

انعدام الشفافية أو الجدية في حل مشكلة المخلفات الإليكترونية في العالم: من المتوقع أن تبلغ كمية المخلفات الإليكترونية العالمية 65 مليون طن متري في 2017، و بينما فعّلت بعض الشركات برامج تطوعية لاسترجاع الأجهزة عديمة الصلاحية، فهنالك القليل من المعلومات عن ماهية المواد المسترجعة أو مصيرها إثر استرجاعها. و عليه، تقدر كمية المخلفات الإليكترونية المُعالجة في مؤسسات رسمية بنسبة 16% فقط، أما البقية فيتم معالجتها -فرضيا- في منشآت غير مسجلة في عمليات غالبا ما تشكل خطرا على العمال أو البيئة المحيطة بها

محدودية استعمال المواد الثانوية في التصنيع، رغم التطور الأخير: بينما عمدت بعض شركات التكنولوجيا إلى إدماج البلاستيك المُدار في أجهزتها منذ عدة أعوام، ما زالت تتخلف في استوراد و استخدام مواد ثانوية أخرى في صناعة أجهزتها الجديدة. على سبيل المثال، تستخدم فيرفون التنجستن المُدار، و تستخدم ديل البلاستيك المُستخرج من برامجها التدويرية، و أما آبل فهي في طور تفعيل برامج تدويرية مغلقة لكل من القصدير و الألونينيوم لمنتجاتها

تعثر الالتزام بإزالة السمية في الأجهزة: تعهدت العديد من الشركات في سنة 2010 بالتخلص تدريجيا من مادتي الكلوريد متعدد الفينيل و مثبطات اللهب المبرومة السامتين في أجهزتهم، و منهم كل من إيسر، آبل، سامسونغ، إل جي، لينوفو، ديل، و إتش بي. أما الآن، فقط آبل و جوجل تنتجان أجهزة خالية من تلك المادتين

انعدام المراقبة و الشفافية في ما يخص المواد المستخدمة و المحظورة في مكان العمل: جميع الشركات المدروسة في التقرير عليها أن تُحدد و تُزيل المواد الخطرة المستخدمة في عملياتها و منتجاتها، و أن تحسن من إجراءات الصحة و السلامة لعمالها. فقط كل من آبل، ديل، جوجل، إتش بي، و مايكروسوفت تنشر قوائمها للمواد المُقيدة في التصنيع

 

Facebook Comments
Basel Ismaiel
Author: Basel Ismaiel

Raised in Abu Dhabi, and made a living in Calgary. The lowest common denominator? Oil. Nothing against compressed corpses of the clade Dinosauria, per se, but Basel guesses that the industry might have accelerated the predictably grim Anthropocene. He consults in sustainability out of Ottawa, Canada. Basel runs marathons & hikes mountains. He plays football too. Talk to Basel at [email protected]

Comments

comments

Get featured on Green Prophet Send us tips and news:[email protected]