لرُبما الشمس في غياب على رفيقة الصباح، إذ أن 50 بالمئة من صناعة القهوة قد تتضرر بسبب تغيير المناخ بحلول العام 2050، و ذلك بحسب تقرير أصدره معهد المناخ. و قد يكون هذا الخبرسيء لمحبي القهوة، و لكنه كارثي على ال120 مليون شخص في مختلف الدول النامية و الذين يعتمدون على صناعة القهوة كمصدر أساسي لكسب قوت يومهم
و يتوقع التقرير هبوط إنتاج القهوة إلى النصف خلال العقود الثلاثة القادمة بسبب ارتفاع معدل درجات الحرارة و تغيُر أنماط هطول الأمطار، و الذي من شأنه جعل بعض مناطق الزراعة المشهورة عاجزة عن تلبية الطلب العالمي للبن. و ستعاني تحديدا المنخفضات الاستوائية من تغييرات مناخية محلية تؤثر سلبا على كمية الإنتاج و نوعيته، مُجبرة بذلك المنتجين على نقل مزارعهم إلى أعالي الجبال المغطاة بالغابات، مما يؤدي ذلك بدوره إلى تأثيرات بيئية سلبية على تلك المناطق. و في هذا الصدد علق المدير التنفيذي للمعهد جون كونور قائلا أنه لوحظ وجود زيادة في الأمراض التي تصيب النباتات في تلك المناطق العالية و التي هي حديثة العهد بزراعة القهوة، بالإضافة طبعا إلى الإرتفاع في نسب درجات الحرارة في تلك المناطق و الذي يجعلها قابلة لزراعة البن
و بالرغم من أن بعض المناطق أظهرت زيادة في إنتاج القهوة في السنوات القليلة الماضية كالهوندوراس و إندونيسيا و فييتنام، إلا أن مستقبل الصناعة بشكل عام يبقى قاتما، فالمكسيك ستغدو غير قابلة للزراعة أولا، تتبعها نيكاراغوا في عدم القدرة على الإنتاج التجاري للقهوة بحلول العام 2050. أما البرازيل، و هي أضخم زارع للقهوة عالميا، فمازالت تعاني من موجة حرارة منذ العام 2014 كانت هي السبب في تدمير المحاصيل، رافعة بدورها أسعار سلع التجزئة على المستهلكين. و يُعتبر البن العربي من مرتفعات اليمن و إثيوبيا و بن الروبوستا من أكثر المتضررين من هذه المتغيرات، إذ أن هذا الأخير من المتوقع أن ينقرض من موطنه في مزارع الكونغو بحلول العام 2050
و بحسب تقرير المعهد، يستهلك العالم حوالي 2.25 مليار كوب من القهوة يوميا، و بينما هذا العدد في ازدياد، يتوقع التقرير أن تُباد القهوة الطبيعية بحلول العام 2080 إن لم تُعالج قضية تغيير المناخ. و بينما أيضا باستطاعة شركات الإنتاج الكبرى تشكيل تحالفات من شأنها الضغط على الحكومات العالمية لمعالجة تغيير المناخ، يستطيع الفرد العادي أن يُساهم في هذا المجال عن طريق شراء القهوة المُنتجة بطرق تضمن استدامتها و تضمن أيضا عدم المس بتوازن الكربون في المناخ، و يتسنى ذلك للفرد عن طريق التأكد من وجود ختم موثوق على تلك المنتوجات في الأسواق