ثلاثاء خالي من السيارات في إيران

car-free-iran

المدن في إيران هي من أكثر المدن تلوثا في العالم، إذ تبلغ عدد الوفيات يوميا في طهران 27 شخص بالتقدير بسبب سوء نوعية الهواء. و لم يشاء محمد بختياري، 27 سنة، من مدينة آراك الوقوف مكتوف الأيدي، فأطلق “مشروع ثلاثاء خالي من السيارات” – و هو مشروع اجتماعي يحث فيه الإيرانيين عن ترك سياراتهم خلفهم كل يوم ثلاثاء و إيجاد طرق للمواصلات بديلة عنها. و في مقابلة إعلامية محلية، صرح محمد قائلا: الجميع مسؤولون عن مشكلة التلوث التي هي في ازدياد، لذلك فكرت في مشروع يضم الجميع في سبيل نجاحه

Tehran-pollution

و حرصا منه على استدامة المشروع، أخذ محمد بطبع المنشورات و الملصقات لتعريف السكان في آراك بمشروعه، حتى نجح أخيرا بانتزاع الموافقة على ممارسة نشاطاته من وزارة البيئة في البلاد. و بينما لا توجد أي تقارير عن عدد المنضمين للمشروع، فمن الملاحظ أن الفكرة بدأت تلقى استحسان سكان عدة مدن في إيران. أما عن سبب اختيار يوم الثلاثاء لتطبيق الفكرة، فهو ببساطة أن الثلاثاء يأتي في وسط أسبوع الدوام في إيران، و يشهد بذلك أسوأ نسبة تلوث للهواء مع الازدحام المروري الخانق في الشوارع

cars-tehran-air-pollution

خسائر الدولة بسبب تلوث الهواء في إيران جسيمة، قدرها البنك الدولي ب640 مليون دولار بسبب الوفيات البشرية، أي ما يعادل 0.57 بالمئة من الناتج القومي الإيراني، و قدرها أيضا ب260 مليون دولار بسبب الأمراض المتعلقة بتلوث الهواء، أي ما يعادل 0.23 بالمئة من الناتج القومي

air-pollution-tehran

تكمن الفكرة الأساسية من المشروع في حث السكان على استخدام الدراجات و وسائل النقل العام في مواصلاتهم، و يأمل محمد في أن يمتد عمر المشروع لغاية 600 أسبوع. و في هذا الصدد، يقول محمد أن 60 بالمئة ممن سمعوا عن المشروع يؤيدونه، لذلك علينا كخطوة أولى أن نُعرف أكبر عدد ممكن من الناس بالمشروع، و من ثم إقناعهم  بدعمه كخطوة ثانية. بعد ذلك، يكمل محمد، علينا أن نضع محفزات للناس لتبني المشروع، و أخيرا، علينا بدفع السلطات لتحمل مسؤولياتها تجاه المشروع كخطوة أخيرة. وفي هذا السياق، بدأ محمد بالفعل بدفع السلطات لتحسين نظام المواصلات العامة و تخصيص حيزات آمنة على الشوارع لراكبي الدراجات، و حث الناس على البدء باستخدام الدراجات الكهربائية الصديقة للبيئة

جدير بالذكر أن عدة مدن في روسيا و الهند كانت قد تعهدت بتفعيل مشاريع “ثلاثاء خالي من السيارات” خاصة بها

Facebook Comments
Basel Ismaiel
Author: Basel Ismaiel

Raised in Abu Dhabi, and made a living in Calgary. The lowest common denominator? Oil. Nothing against compressed corpses of the clade Dinosauria, per se, but Basel guesses that the industry might have accelerated the predictably grim Anthropocene. He consults in sustainability out of Ottawa, Canada. Basel runs marathons & hikes mountains. He plays football too. Talk to Basel at [email protected]

Comments

comments

Get featured on Green Prophet Send us tips and news:[email protected]