جرش، القدس القديمة و عالم وولت ديزني: إهدار الطاقة في إنارة النهار

Jerash_wastes_2800_watts

 ما هو الرابط العجيب بين كل من بلدة القدس القديمة و جرش التاريخيتين من جهة، و عالم وولت ديزني في فلوريدا من جهة أخرى؟

.طاقة مهدورة؛ ممثلة في أضواء ذات قوة عالية و مشغلة -ظلما و عدوانا- في وضح النهار

في قصة بثها برنامج “هذه الحياة الأمريكية” على الراديو تروي حكاية رجل يدعى ستيف، الذي كان ينوي الترشح لمنصب رئيس نقابة العمال في إدارة إحدى أحياء نيويورك، و كان قد وضع خطة للإطاحة بمسؤول الصيانة الحالى و إظهاره بالإهمال في مسائل توفير الطاقة. فتعاون مع إحدى العمال على أن يترك أضواء ملاعب كرة القدم الأمريكية الضخمة مشغلة لساعات. و فعلا، نجحت الخطة و رُفد المسؤول من عمله، و ظهر ستيف على أنه المُخلص، صاحب اليد السحرية في توفير نفقات الطاقة على الإدارة

.لا نشجع اتخاذ مثل تلك الخطط الشريرة في جرش و القدس و وولت ديزني، و لكن إطفاء تلك الأنوار الزائدة هي الطريقة الأسهل و الأكثر فعالية في توفير الطاقة

و بما أن يوم الإنقلاب الصيفي على الأبواب (اليوم الأطول نهارا و الأقصر ليلا في السنة)، لقد قمنا بجولة في الشارع ما بين الحائط الغربي للقدس القديمة و جبل الزيتون، و وجدنا أن معظم الأضواء كانت مشغلة في وضح النهار، كما ترون في الصورة التالية

jerusalem_streetlight

أما في جرش، فالهبل في إهدار الطاقة كان واضحا، كما هو بائن في صورة الأعمدة الرومانية التي يعلوها مصباح ال400 واط. عدى عن أن المصباح يقلل من هيبة الأعمدة و جمالها، و يزاحم نور الأفلاك الجليل في ليل جرش، فالمصابيح كانت مشغلة أيضا في النهار بدون أي داعي

jerash_halogen_closeupjerash_pi_halogen

أما ذهبية أولمبياد إهدار الطاقة فتفوز بها -بجدارة- مملكة عالم وولت ديزني، التي ما زالت تحرق الفحم للتدفئة، و تستخدم طاقة للتبريد تكفي للترويح عن طوابير السياح الملسوعين من شمس فلوريدا الحارقة خارج أسوار عالم ديزني. غير أن المساحات الشاسعة لمواقف السيارات حول ديزني كانت مضاءة أيضا في أكثر أيام الصيف حرارة و شمسا

florida_parking_lot_daylight_and_moonflorida_parkinglot_daytime_lights

و طبعا، حتى مباني عالم ديزني و مرافقها لا تقارن مع تلك المتواجدة في أماكن عدة في الشرق الأوسط من ناحية إهدار الطاقة، كغرف الثلج و منزلقات التزلج على الجليد الصناعية في دبي في الإمارات العربية المتحدة، و التي تنافس في دوري آخر “أعلى مستوى” من منظور كفاءة الطاقة و إهدارها

Facebook Comments
Basel Ismaiel
Author: Basel Ismaiel

Raised in Abu Dhabi, and made a living in Calgary. The lowest common denominator? Oil. Nothing against compressed corpses of the clade Dinosauria, per se, but Basel guesses that the industry might have accelerated the predictably grim Anthropocene. He consults in sustainability out of Ottawa, Canada. Basel runs marathons & hikes mountains. He plays football too. Talk to Basel at [email protected]

Comments

comments

Get featured on Green Prophet Send us tips and news:[email protected]