أخبار طيبة لصحاري الشرق الأوسط: اعتبرت منظمة السياحية الدولية الكثبان الرملية كأحد أهم الوجهات السياحية الحالية و ذات الأثر البيئي المحدود. و للمملكة العربية السعودية تحديدا فالخيارات كثيرة، حيث أن الصحاري تغطي جل أراضي المملكة، و قد عزمت الهيئة العامة للسياحة و الآثار السعودية استثمار تلك الصحاري سياحيا عن طريق جذب هواة المغامرة و الطبيعة القاسية
طبعا، هنالك سباقات الهجن و الخيل، و رياضات مبتكرة كالتزلج على الرمال و ركوب الكثبان. و أما إن كنت تبحث عن أنشطة أقل عنفا، فحري بك التخييم في سكون الليل، تحت سماء غير ملوثة بأضواء المدن، أو حتى التجول في أرجاء الصحراء و اكتشاف ثرواتها الطبيعية من حيوانات برية و نبات و واحات
تشجع الهيئة العامة الاستثمارات الخاصة في المنتزهات البرية و المهرجانات الثقافية، كمهرجان حائل الصحراوي الثقافي على سبيل المثال، و ذلك ضمن إطار اهتمام المملكة بالجهود الرامية إلى حماية البيئة. و يقول رئيس الهيئة مبارك السلامة في مقابلة مع مجلة ’سعودي جازيت’: يجب أن يكون هنالك دعم لإعادة ترميم المعالم و المصنوعات الحرفية التاريخية و الخاصة بكل منطقة، بالإضافة إلى تمديد المماشي الصحراوية الحالية و زيادة عدد منظمي الرحلات السياحية. و يضيف: طبعا على جميع الأطراف المعنية بهذه المشاريع الأخذ بالاعتبار حماية البيئة و الحفاظ على طبيعة الصحراء الحسساسة، و ذلك لضمان استدامتها لسنوات عديدة قادمة
و تجذب سياحة الصحراء الزوار الأجانب بشكل خاص لما تقدمه من مناخ مغاير تماما لما اعتادوا عليه في مناطق أخرى. و تحتوي صحراء السعودية خاصة على العديد من المعالم التاريخية، و التي تقف شاهدة على أحداث عديدة عصفت بها الصحراء على مر الزمن، كمدائن صالح و حي الطريف في الدرعية، اللذان صنفا بمرتبة موقع تراث عالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للعلوم و التربية و الثقافة
يقول علي عيسى للمجلة ذاتها، و هو أحد هواة سياحة الصحراء: أنا على ثقة تامة بنجاح هذا النوع من السياحة إن توفرت المرافق الأساسية للسياح كأماكن التخييم و المراحيض، كما نجحت عدة دول خليجية بتنظيم رحلات عائلية مماثلة
و في مقابلة أخرى، يقول جعفر محمد سلطان، و هو منظم رحلات سفاري صحراوية في الأحساء: ما يميز الصحراء هو وجهيها المختلفين- الليل و النهار، و لكليهما سحر و جمال قلما يشعر الزائر بالملل في حضرتيهما. و يضيف: هذه الميزة بإمكانها جذب سياح بمختلف الأذواق و الهوايات
أيضا، توفر السياحة الصحراوية فرص عمل موسمية للشباب الطامح للعمل. و لكن، قد تكون لتلك السياحة جوانب غير محمودة، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط حيث القوانين الخاصة بحماية البيئة غير مطبقة كليا و قابلة للتأويل على هوى المنتفعين. حيث من الممكن أن تهدد أعمال التطويرالغير منضبطة الموائل الأصلية للنباتات و الحيوانات الصحراوية، بالإضافة إلى تدمير الآثار الهشة. بذلك، تكون تلك الأعمال قد ساهمت في القضاء على صناعة السياحة في الصحراء السعودية و هي بعد في مهدها
Image of sand dune skier from Shutterstock