قد يعتبرك البعض معتوها إن خطرت ببالك فكرة تحويل بطة محنطة و ملقاة في <حاوية> إلى <لمبة>. و لكن لم يكترث سباستيان إرازوريس بهذا الاعتبار، و بطته الآن تبعث الضوء من حيث كانت تبطبط
و قبل أن تصدم -عزيزي القارئ- بمشهد مصباح يعتلي جثة دجاجة هامدة، اقرأ –يا رعاك الله- ما قاله الناقد الفني كريستيان فيفيروس-فون عن فناننا هذا في كتاباته المعنونة :إعترافات إرازوريس، أو عن مهن حقيرة و حكايات مظلمة عن الفن و التصميم
تمثل مبادئ إرازوريس الفنية – الحادة و المثالية و المثيرة للجدل، معايير جمال بحلة فنية صارمة، و التي تؤسس للجدل بديلا عن الانسجام كعنصر أساسي و لا غنى عنه في عقيدة المبدع
على الأقل قد نعلم الآن أن فنانا هذا لم يقم بقتل تلك الدواجن من أجل هذا المشروع الفني الغريب، و لم يقم بتثبيت المصابيح و الأسلاك في جثثها بدون أي عبء فكري. و لكنه أراد لأفواهنا أن <ترغي> بالحكم المستخلصة من هذا الإبداع
يبدو المنظر مهينا، أليس كذلك؟ التمثيل بما كان كائنا حيا في يوم ما، <يبقبق> هنا و هناك؟ و لكن، أليس هذا ما نفعله يوميا في حياتنا؟
فإننا دائما ما نقدم راحتنا و طاقتنا و أزيائنا و حتى مظاهرنا على أي كائن حي على شفير الانقراض؛ فيلا كان أو وحيد قرن أو دب قطبيا أو طيرا مهاجرا أو نحلا أو إنسان غاب
و طبعا، هنالك عنصر إعادة التدوير، ذاك الذي تتقنه الطبيعة بإلهام رباني. و لكن عندما نتدخل بمخلفاتنا الصناعية الغير قابلة للتدوير الطبيعي كالعلب البلاستيكية، عندها يختل نظام البيئة و تعصف بنا الكوارث الطبيعية لتهدد صميم وجودنا على هذا الكوكب
جميعنا يستطيع إعادة التدوير؛ بما فيهم فنانينا و مصممينا. و لكنه من المؤسف أن يلجأ هؤلاء إلى سلات المهملات للقيام بعمليات إعادة تدوير – في محاكاة ساخرة لما قد تفعله الطبيعة بنا في المستقبل بما كسبت أيدينا
و الحق يقال، التصميم باهر: مجرد <لمبة> بدل من الرأس، و ها هي الدجاجة تشع حياة مرة أخرى على الطاولة
يقول إرازوريس معقبا عن المشروع على موقعه الإلكترني: كنت قلقا بصراحة من ردة فعل العامة عندما عرضت البطة المصباح
و يكمل: فكرة تحنيط الحيوانات لم تكن شائعة بعد، و لم أرد أن أنعت بغريب الأطوار بطبيعة الحال، و لكني شعرت أنه من الواجب علي القيام بالمشروع. و لدهشتي، لاقت الفكرة قبولا غريبا و غير مفهوم من زائري المعرض. ربما وجدوها مؤلوفة و جميلة و مريعة و مضحكة في آن واحد
هذه هي الحكاية باختصار
Wow, is this an effort to narrow your reach? So sad! The world is full of hateful, greed and power hungry mankind.